قرية صغيرة اشتهرت بحسن الاستقبال والضيافة للصيادين - أين اختفى ساكنيها؟
في إحدى ليالي القطب الشمالي في شهر أكتوبر من عام «1930» كان صائد الفراء الكندي جو لابيل يبحث عن مكان دافئ ليرتاح فيه من البرد القارس وكان ماراً بقرية انجيكوني والتي يعرفها من رحلاته السابقة ويعرف أنها قرية يكثر فيها صيد الأسماك تضج بالحياة وتملؤها الأكواخ وكان على علاقة ودية مع سكانها المحليين من الاسكيمو والذين يشتهرون بلطفهم ودماثتهم. توجه توآ إلى القرية و عندما وصل إلى مدخلها صرخ ملقيا التحية لكنه لم يتلقى أجابه وكان السكون يعم المكان، فأكمل طريقه إلى داخل القرية لكن صمت القرية استمر وكان الصوت الوحيد التي يسمعه هو تهشم الثلج المتجمد تحت حذائه.
مشى بمحاذاة النهر فوجد قواربهم في أماكنها مربوطة بالحبال من دون أية حماية من عوامل الطقس وهي من الأشياء التي يستحيل أن يفعلها الاسكيمو فهم لا يبرحون قريتهم من دون قواربهم لأنها إحدى وسائل الحياة بالنسبة لهم ثم لم يحدث أبدا أن تركوها مهملة. توجه إلى أعماق القرية حيرانا متسائلا عما حدث لسكانها. ولأنه رجل حنكته كثرة الترحال أخبرته غريزته انه هناك شيء مريب وخطير قد حدث.
اظهر له ضوء القمر الهياكل المتداعية للمنازل لكنه لم يرى انساناً واحدا، حتى الكلاب التي كانت تملأ القرية كانت قد اختفت، ولم يكن هناك أية علامة للحياة، حتى داخل الأكواخ التي يمكن دائما سماع الضحكات وأحاديث الأهالي تأتي من داخلها كانت لاحياة فيها ومداخنها التي كانت لا تنطفئ كانت خامدة جميعها، كان سكان القرية البالغ عددهم «30» «وقد قيل أن عددهم 2000» من رجال ونساء وأطفال قد اختفوا.
قرر أن يتحقق من الأكواخ ليتأكد مما في داخلها، قام بسحب مصاريع الأبواب المصنوعة من جلد الوعل وبحث داخل الأكواخ و هو يأمل أن يجد ما يدله على أن سكانها قاموا بنزوح جماعي، لكنه وجد أن جميع الأكواخ مليئة بمخزونها من الطعام والملابس، ووجد أن أسلحتهم موجود بالقرب من الأبواب ودله هذا على ان أهلها لم يخططوا لتركها أو الهجرة من قريتهم كما ان أهل القرية لا يخرجون أبدا من دون أسلحتهم.